المرأة . . ذلك المخلوق العظيم

بسم الله الرحمن الرحيم



المرأة . . ذلك المخلوق العظيم



الدور الحضاري للمرأة في الرعاية و الخدمات الاجتماعية



إن الحضارة الإسلامية هي ثمرة تفاعل الإسلام مع الإنسان و الكون و الحياة ، و كان القرآن الكريم هو مختتم الكتب السماوية و كانت نبوة الرسول صلي الله عليه و سلم هي خاتم النبوات و رسالته هي الرسالة الخاتمة ، قال تعالي : (رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) الأحزاب 40.
و قد جاء هذا الدين متضمنا المبادئ و الأسس التي تقوم عليها الحضارة و قرن المنهج الرباني بين حركة المرأة و حركة الرجل في تنمية المجتمع و بناء الحضارة ، و حمِّل كلاهما رسالة تعمير هذا الكون و بناء المجتمع ، و لذلك قال رسول الله صلي الله عليه و سلم : " إنما النساء شقائق الرجال " رواه أبو داود .
و أظهر الإسلام في مواطن كثيرة المساواة بين الرجل و المرأة ، في مشاهد تكاملية تبين مدي اهتمام الإسلام بالمرأة ، فلقد كان للمرأة المسلمة دور رائد في الإسهام الحضاري من خلال ممارستها العمل المؤسسي المتنوع مما يدل علي الأصالة و الابتكار المنطلق من مبادئ الإسلام و قيمه في القيام بواجب إعمار الأرض علي هدي المنهج الرباني .
و تباينت إسهامات المرأة في جوانب عدة و من اهمهما :
أولاً – إنشاء جمعية خيرية :
و كان هذا عمل مؤسسي ينسجم و طبيعة المرأة و دورها ، و كانت رائدة هذه الفكرة هي الصحابية الجليلة أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية ، و كانت من ذوات العقل و الدين ، و كانت مندوبة النساء إلي النبي صلي الله عليه و سلم لسؤاله عن واجب المرأة في المجتمع و دورها و قد أثني رسول الله صلي الله عليه و سلم علي حسن سؤالها و دينها .
و كانت الانشطة التى يقمن بها هي :
1- طلب العلم : طلبت النساء من النبي صلي الله عليه و سلم أن يلقن عليهن دروساً و ان يفرد لهن يوما ، فنبغت النساء و تعلمت و علمت ، فظهرت بعض النماذج النسوية المتميزة في جوانب العلم و من هذه النماذج السيدة عائشة رضي الله عنها ، وقد وصفها الإمام علي بقوله : (( لو كانت امرأة خليفة لكانت عائشة )) و من المتخصصات بالكتابة ( الشفاء بنت عبد الله ) و قد انتدبها رسول الله صلي الله عليه و سلم لتعليم زوجته حفصه بنت عمر رضي الله عنها الكتابة .
و من العلوم التي برعت بها المرأة في صدر النبوة العناية بحفظ القرآن الكريم و من أشهر الصحابيات الحافظات لكتاب الله أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث الأنصارية الملقبة بالشهيدة ، و كانت تؤم النساء في بيتها بعدما استأذنت رسول الله صلي الله عليه و سلم ، و من المشهورات أيضاً بحفظ و تلاوة القرآن : أم يعقوب التى كانت عارفة بالتلاوة و أحكامها .
2- النشاط المهني :و هذا هو محور النشاط الاجتماعي الخدمي ، و كانت النساء المسلمات يقمن بنشاط متنوع فيه مما يخدمن به البيئة ، و يسهمن من خلال هذا النشاط في تمويل الأعمال الاجتماعية فضلاً عن قضاء الوقت في أمر نافع للمجتمع المسلم و استغلال طاقات المرأة المسلمة و توظيفها و من هذه الأنشطة الغزل و حياكة الحصر و دبع الجلود و تصنيعها .
ثانياً – أنشطة و خدمات اجتماعية لخدمة البيئة و رعايتها :
و كان للجمعية النسائية الخيرية في المدينة أنشطة أخري تقوم بها لخدمة المجتمع المسلم و تنميته و العناية به و من ذلك ، العناية بالمسجد و نظافته و تجميله ، و كانت رائدة هذا العمل ( أم محجن ) رضي الله عنها و كان هناك دور آخر يبين مظهر من مظاهر شمول الشريعة و واقعيتها ، حيث تحكم جميع أفعال الإنسان و تشرع حكمها في هذه الأفعال بالطلب أو بالحظر أو الإباحة ، دون إغفال لطبيعة الإنسان و ما جُبل عليه ، و دون إغفال لطبيعة الحوادث و والوقائع و المناسبات التي يخالطها الإنسان أو تمر به ، فكانت إقامة الاحفال في المناسبات و الإنشاد و الغناء فيها من ينبوع هذا الدور الذي بدأته المرأة في الصدر الأول للمجتمع الإسلامي . فكانت المرأة في عهد النبوة تعمل و تتعلم تنفق و تزاحم الرجال في الحرب و تقوم بادوار تؤكد تكاملية علاقتها مع الرجل في المجتمع من وحي الإيمان و حب الله و رسوله لتضرب أروع صورة للمرأة علي مر العصور و الأزمنة .
تحية لكل امرأة مسلمة في هذا العالم

وفقكم الله